هيأ الاسباني رفائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر الساحة لنهائي العمالقة للبطولة الختامية لموسم تنس الرجال في لندن امس السبت بعد ان استعرضا المهارات التي تفرق بينهما وبين بقية لاعبي التنس في العالم ليحققا الفوز ويصعدا لنهائي الاحلام.
وبذل نادال المصنف الاول على العالم مجهودا كبيرا واخرج الكثير من جعبته ليقهر البريطاني اندي موراي في مباراة استمرت لثلاث ساعات قبل ان يجهز فيدرر على الصربي نوفاك ديوكوفيتش عقب عرض رائع في فنون اللعبة.
ووصف نادال مباراته امام موراي التي انتهت بفوزه 7-6 و3-6 و7-6 بانها واحدة من "افضل المباريات التي خاضها على الاطلاق" بينما لم يكن بوسع ديوكوفيتش سوى الوقوف مبديا اعجابه بطريقة تسديد فيدرر للكرات في المباراة المتميزة التي فاز بها اللاعب السويسري 6-1 و6-4 على ملعب او2.
وبلغ نادال وفيدرر النهائي بدون اي هزيمة وسيلتقيان وجها لوجه لاول مرة منذ النهائي الذي لا ينسى لبطولة ويمبلدون عام 2008 عندما انتزع نادال اللقب من فيدرر.
كما سيتنافس اللاعبان على الجائزة المالية للبطولة البالغة 1.6 مليون دولار على الرغم من ان تقاسم اللاعبين لخمس وعشرين لقبا من القاب البطولات الاربع الكبرى فيما بينهما قبل مواجهة اليوم يتجاوز اي مكاسب مالية.
وقال فيدرر الذي يمكن ان يضاهي انجاز بيت سامبراس وايفان ليندل بالفوز بلقب البطولة الختامية للمرة الخامسة للصحفيين "بكل وضوح فانني اتطلع حقا للعب امام رفائيل غدا (اليوم). من ذا الذي لا يسعى لهذا؟ لست مختلفا عن غيري."
وسدد فيدرر 31 ضربة حاسمة في مباراة جاءت من جانب واحد واستمرت 80 دقيقة امام ديوكوفيتش الذي تغلب عليه في بطولة امريكا المفتوحة هذا العام.
وقال ديوكوفيش الذي يمكنه الان التركيز على نهائي كأس ديفيز الذي سيخوضه مع صربيا في مواجهة فرنسا ان فيدرر بدأ عام 2010 بطريقة قوية وانهاه بنفس الطريقة ايضا.
وفي وصف بليغ من ديوكوفيتش للاداء الراقي الذي قدمه فيدرر الذي نال 16 لقبا على صعيد البطولات الاربع الكبرى قال اللاعب الصربي "بدت كل كرة يسددها كما لو كانت تنصت اليه. ربما يكون قد قدم افضل اداء له في عام 2010."
وتابع "اعتقد انه لعب بشكل لا يصدق منذ اللحظة الاولى للمباراة."
واستطرد ديوكوفيتش قائلا "لقد لعب بشكل ذكي. لقد كان يدخل للمباراة تدريجيا ولم يمنحنني الوقت لمحاولة الدخول للقاء. في غضون نصف ساعة كان قد فاز بالمجموعة الاولى 6-1."
وبينما شكل اداء فيدرر الجميل مسك الختام ليوم مفعم بالاداء القوي فان الاثارة الحقيقية حدثت قبلها حيث خاض نادال وموراي واحدة من اكثر المباريات التي ستظل عالقة بالاذهان خلال عام 2010.
وتبادل اللاعبان السيطرة على تلك المباراة القوية ليبقيا 17500 متفرج اكتظ بهم الملعب في حالة من الانتباه الشديد منذ الضربة الاولى وحتى الاخيرة.
ولا مجال للاستغراب ان ينهي موراي المباراة برابع مضرب لديه كما ان التبادلات الطويلة للكرات بين اللاعبين شكلت تحديا لكل ما هو مألوف حيث اخرج كل لاعب اقصى ما لدى منافسه.
وقال نادال للصحفيين "اعتقد انها كانت مباراة لا تصدق في رياضة التنس. انا في غاية السعادة للفوز على بطل كبير مثل اندي. بالنسبة لي فان هذا يشكل انتصارا رائعا. مستواه لا يصدق."
وعلى الرغم من قسوة الهزيمة فان موراي اثبت ان بامكانه ان يصبح تهديدا لهيمنة نادال وفيدرر على الجوائز الكبرى العام المقبل وهو ما يعتقده نادال ايضا.
وقال موراي الذي سينهي العام وهو في المركز الرابع في التصنيف العالمي للصحفيين "ادركت عندما نزلت الى الملعب انها ستكون مباراة عظيمة."
واضاف "التشجيع الذي صدر عن الجمهور عندما غيرنا جانبي الملعب بينما كان التعادل 6-6 هو السائد في الشوط الفاصل (في المجموعة الثالثة) كان لا يصدق. انه لامر رائع بشكل ما ان تكون طرفا في تلك المباريات الا انه ليس من الرائع ان تخسر."